* إثبات وجودي *

* إثبات وجودي *

ليلى في سطور ...

ليلى ... ❤️


أنثى تعيش بقلب طفلة و عقل إمرأة ...

لا تحب التصنع و لا التكلف ، تحب أن تكون مع الكل على طبيعتها …

بسيطة جداً ، طيبة ، حنونة ، روحها نقية …

هي فتاة تحب مساعدة الناس ، تهوى الكتابة و الرقص و الرسم و التصميم و لديها حلم كبير تعمل جاهدة لتحقيقهِ و هو أن تصبح إعلامية مشهورة و تنشر كتاباتها ، تعشق التصوير ، الأطفال و تخفيف هموم غيرها …

تستمع بحرص شديد لكل من يشكلوا لها حاله و يطلب منها حل لمشكلة ما …

أمنياتها أكبر من عالمها و من أهم أمنياتها نشر الخير في كل مكان …

هي مجرد فتاة حالمة تطمح بأن تكون الأفضل ، كما أنها تحب أن لا يكون لها مثيل في كل شي يختص بالتأنق في الهِندام …

تتلذذ بالحظات السكون و الصفاء برفقة الأغنيات الهادئة و كتاب تقرأهُ …

كما أنها تستمتع بإعتماد الآخرين عليها ، كريمة مع من تحب لدرجة أن كل شي في يدها ليس ملك لها بل ملك لمن يعجب به من العزيزين على قلبها …

تكره أن تطعن في الظهر و تكره الحياة بوجهين و كل من يدعي المثالية …

تحب كل من يحبها و تكره كل من يكرهها …

فهي ببساطة و بختصار شديد : أنثى إستثنائية ، تحب أن تعطي بلا مقابل و كل ما تريده هو أن يذكرها الناس بالخير عند رحيلها ...

تاج النصوص ...

‏الموت ليس فناء الجسد !

هُناك أحياء تساقطوا من حياتنا كأوراق الخريف بينما يوجد أموات رحلت أجسادهم و ما تزال روحهم معنا .. ما تزال صورهم محفورة في قلوبنا و ذكراهم ...

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

إشراقة ١

لا تنتظر الحب و التقدير من أحد ، تعلم أن تحب نفسك و تقدرها ... و تذكر دائماً : ( إن لنفسك عليك حق )



السبت، 12 ديسمبر 2015

أبجديات ناجح


دعونا اليوم نقتحم عالم الناجحين و نُبحِر قليلاً في عقولهم و نقتبس من نورهم و نتعلم أبجدياتهم .
ففي أبجديات أي ناجح ( أ ) تعني : أمل ، إخلاص و إصرار .
بينما ( ع ) تعني : مرونة ، عون و عنان .
و الـ ( م ) معناها : مساعدة ، معاونة و مثابرة .
و الـ ( ل ) لديهم تعني : لطف ، لين و لباقة .
و دائماً يرددون : إعمل بإخلاص و إصرار ، و كن دائماً مثابراً و لا تفقد الأمل ، و عندما تتعامل مع الناس تعامل بمرونة و لطف و لين ، و حافظ دائماً على لباقتك و لا تنسى مساعدة كل من إحتاج إليك ، دائماً و أبداً مد يد العون لمستحقيها ، تصل بذلك عنان السماء .
و إذا تعمقنا أكثر فيهم سنجد أن حكمهم في الحياة كالتالي :
١- " النجاح سلالم لا تستطيع أن ترتقيها و يدك في جيبك " جورج إليوت .
٢- " النجاح يجر النجاح ، كما يجر المال المال  " شامفور .
٣- " إنك لا تخسر حقاً إلا إذا توقفت عن المحاولة " مايك ديتكا .
٤- " النجاح هو الإنتقال من فشل إلى فشل ، دون أن نفقد الأمل " ونستون تشرشل .
٥- " يبذل الكثير من الناس الكثير من الوقت و الجهد في تفادي المشاكل ، بدلاً من أن يحاولوا حلها " هنري فورد .
٦- " لستم كسالى و لكن لديكم أهدافاً عاجزة  " أنتوني روبنز .
٧- " يظن الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح و لكن العكس هو صحيح
النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة " إبراهيم الفقي .
٨- " النجاح هو القاضي الدنيوي الوحيد للصواب و الخطأ " أدولف هتلر .
ثمان حِكَم تختصر لنا طريقة تفكيرهم و منهاجهم في الحياة .
إذاً النجاح لا يأتي من فراغ أو عن طريق الصدفة أو الحظ ، النجاح ما هو إلا ثمرة جهد و تعب لسنوات عِدّة .
همسة في أذن كل من أراد أن يكون النجاح حليفهُ : إلزم الصبر و الدعاء و توكل على الله و ثابر في عملك و قل دائماً : لا مستحيل مع العزيمة و الإصرار ، كل الأحلام ممكنة بإذن الله إذا أخذت بالأسباب و جعلت بينك و بين كلام الناس سد منيع .

السبت، 28 نوفمبر 2015

عُمان السلام و الخير

دول مجلس التعاون الخليجي كما هو معلوم للجميع ست دول و هي : ( السعودية ، الإمارات ، البحرين ، الكويت ، قطر  و عُمان ) ، ست دول تشكل سوياً شجرة قوية ، متينة و شامخة جذورها ممتدة في الأرض و عروقها خضراء تصل عنان السماء .
في إتحادها دائماً و أبداً عِزة و كرامة ، و شعبها واحد و على قلب واحد ( خليجنا واحد و شعبنا واحد ) ، نعم كلنا إخوه .
دعوني اليوم أقص عليكم قصة سلطنة عُمان ، تلك الدولة الخضراء التي تسحر الألباب ، عُمان  يا سادة يا كِرام من " أقدم الدول تاريخياً و فيها أقدم علامات الاستيطان البشري في المنطقة " و عُرفت على مر التاريخ بعدة أسماء و هي : ( مجان ، مزون و عُمان ) .
و " يعتقد أن مجان الواردة في الكتابات السومرية ( حضارة من حضارات بلاد الرافدين ) كانت تشير إلى عُمان و يُعتقد أيضاً أنها المنطقة من شمال عُمان و تشمل الإمارات العربية المتحدة اليوم و الغالب كونها وقت ذاك محطة وصل مهمة للقوافل التجارية حيث إرتبطت المنطقة بالنحاس و صناعة السفن ، و النحاس كان عنصراً مهماً لحضارات بلاد الرافدين قديماً.
فـ ( مجان ) تعني في الكتب السومرية القديمة : أرض النحاس ؛ و يعود ذلك لاشتهار عُمان قديماً بتصنيع النحاس و صهره و تجارته مع الحضارات الأخرى كما تعني أيضاً هيكل السفينة ؛ و يعود ذلك لاشتهارها قديماً بصناعة السفن .
و اختفت ( مجان ) من النصوص السومرية مبكراً حين سقطت سلالة أور الثالثة في العراق ( 1800 - 2000 ق.م ) " .
أما " ( مزون ) فمشتقة من ( مزن ) و ( مزن ) تعني : الغيمة الماطرة و تدل هذه التسمية على وفرة المياة قديماً في عُمان و هذا الاسم تعود تسميتهُ للفرس " .
كما " اختلفت الآراء في أصل تسمية ( عُمان ) فالبعض يرجعه إلى قبيلة عُمان القحطانية ، و البعض يأخذه من معنى الاستقرار و الإقامة ، فيقول ابن الإعرابي : العمن أي المقيمون في مكان ، يقال رجل عامن و عمون ، و منه اشتقت كلمة ( عُمان ) ، و يستطرد فيقول : أعمن الرجل أي دام على المقام بـ ( عُمان ) ، و قيل أن الازد سمت ( عُمان ) (عُمانا) لأن منازلهم كانت على واد لهم بمأرب يقال له ( عُمان ) فشبهوها به ، و من أقدم المؤرخين الرومان الذين ذكروا ( عُمان ) بهذا الاسم يلينوس الذي عاش في القرن الأول للميلاد (23 – 79م) فقد ورد في كتاباته اسم مدينة تسمى ( عُمانه، OMANA ) وكذلك ورد هذا الاسم عند بطليموس الذي عاش في القرن الثاني للميلاد، ويظن جروهمان أن ( عُمانه ) المذكورة عند هذين المؤرخين هي صحار التي كانت تعد المركز الاقتصادي الأكثر أهمية في المنطقة في العصر الكلاسيكي .
فاسم ( عُمان ) يعود لعصور تاريخية قديمة فقد ذكرها ابن خلدون و كان واضحاً في تعريفه لها ، فقد ذكرها في جملة الأقاليم العربية التي ظهرت كدول مستقلة في جزيرة العرب و هي : ( الحجاز ، اليمن ، حضرموت ، الشحر و عُمان ) ، و يدل نسب تسمية ( عُمان ) إلى وادي في اليمن أو قبيلة يمنية على قدم الهجرات العربية المتتالية من اليمن إلى ( عُمان ) " .
فعُمان كانت و ما زالت ممر تجاري مهم و حيوي كما تشتهر بالحلوى العُمانية و اللُبان العُماني و الليمون العُماني و لا ننسى أبداً ذِكر شهرتها حديثاً ببطاطس عُمان ( chips oman ) و حاكمهم جلالة السلطان قابوس باني نهضة عُمان ففي عهدهِ شهدت عُمان نهضة عمرانية واسعة.
فما سبق ذِكرهُ معلومات عامة غير متعمقة و لا تحتوي على الكثير من الأحداث الجديدة فما سبق كلهُ يحكي عن تاريخ عُمان و ما تشتهر به أرض السلطنة .
و بحكم طبيعتنا الإنسانية الفضولية و ما جُبِلنا عليه من حب لزيادة معارفنا و معلوماتنا عن الدول المجاورة لدولتنا فما ذُكر لا يكفي لإتمام قصتي عن عُمان الأصالة .
و خير ما سأبدأ به تتمة القصة هو حديث رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه و سلم - عن نُبل أخلاق أهل عُمان و هذا الحديث صحيح رواه الصحابي الجليل أبو برزة رضي الله عنه فيقول :
" بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ ، فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ ، فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ " رواه مسلم (رقم/2544) و فسر القرطبي - رحمهُ الله - هذا الحديث بإختصار فقال : " يعني : أن أهل عُمان قوم فيهم علم ، و عفاف ، و تثبت ، و الأشبه : أنهم أهل عُمان التي قِبَلَ [أي : ناحية] اليمن ؛ لأنهم ألين قلوباً ، و أرق أفئدة ، مِن : عَمَّنَ بالمكان : أقام به " " المُفهِم لِما أُشكِل من تلخيص صحيح مسلم " (6/501) و هذا الحديث ستجدهُ مُستخدم بشكل دائماً في وفد إستقبال السياح بمطار مسقط فحين وصولك للمطار سيستقبلك الوفد و سترى الحديث برفقتهم مكتوب على لوحة كبيرة .
و لا تكتمل القصة إلا بالشعر الفصيح فسنجد فيه قصيدة في غاية الجمال و الروعة عن وصف صلاله للشاعر : ماجدالراوي من ديوانه :( شموس القوافي ) يقول فيها : 
" يا أيهـا السـاري لأرض (عُـمـانِ)
عبـر الفـلا يـحـدو مــع الركـبـانِ

أبلـغ سلامـي أرضـهـا و سمـاءهـا
رمــز الاصـالـة طيـلـة الأزمـــــانِ

في بحرها الممتـد فيـض سماحـة
و جبـالـهـا عـــزٌّ رفـيــع الــشــان

بسمائهـا لمـع الكـواكـب لـلـورى
و ترابـهـا مـسـكٌ مـــع الـريـحـان

سـبـعٌ أعـاجـيـب الـدنــى لكـنـهـا
بـ (صلالة ) الحسن العميم ثمان

الروح تؤمن حين تبصـر حسنهـا
عـنـد الأصـيـل بـقـدرة الرحـمـن

و الشمس تنثر حول هالـة و جههـا
عنـد الـغـروب شقـائـق النعـمـان

و الطير تصدح في السهوب كأنما
( إسحـق ) جــاد بـعـوده الـرنـان

و بيوتـهـا فــوق السـفـوح كـأنـهـا
غـيـدٌ إلــى الأفــق البـعـيـد روان

وضواحك الأزهار تغسل وجههـا
بـالـطـلّ و هـــو يمـسـهـا بـحـنـان

بل فوحها في الـروض راحٌ دافـقٌ
لــم يُـحـوَ فــي كــأسٍ ولا بـدنــان

و لقـد تـرى بــدر السـمـاء بأفقـهـا
متبـسـمـاً فـــي أكـثــر الأحـيــان

و تـرى النـجـوم محلّـقـاتٍ حـولـه
فـكـأنــه مــلــك بــوسْــط قــيــان

فــوحٌ و رَوْحٌ و الخمـائـل و الـنـدى
و الـمـاء جـــارٍ و الـقـطـوف دوان

الخلـد جنّـاتٌ تَــأرَّجُ فــي السـمـا
و ( صلالـة  ) فـي الأرض خـلـدٌ ثــان

قـد هـاج أشواقـي إلـى فردوسهـا
هـمـس النسـيـم و خفـقـة الأفـنــان

يا أيـهـا الـركـب الميـمـم أرضـهـا
أبـلــغ تحـيـاتـي لأرض ( عُــمــان ) " .
و دعونا الآن نحكي عن الأمن و الأمان في عُمان فمن شدتهِ ينام العُمانيون في بيوتهم و الأبواب مفتوحه ، دائماً و أبداً يقول كـبار السن لزوارِ عُمان : " لا تخافوا أنتم في عُمان ، نحن ننام في بيوتنا و أبوابنا مفتوحة " .
فهم شعب خلوق ، طيب ، محترم و كريم ، كما تتمتع دولتهم ببنية تحتية جبارة و ممتازة ناهيك عن جمال العُمران بها و مُحافظتهِ على الطابع المعماري العُماني البديع المشهور منذ الأزل بروعتهِ و سِحره ، و لا ننسى مدى تمسك العُمانيين بتراثهم الأصيل ذالك الموروث الشعبي ذو العبق الأصيل ، فهم أمة تفتخر بماضيها و تعمل بجد لمستقبلها الباهر المشرق .
و دعونا الآن نختم قصتنا بتاج الحكاية و تمامها و هو مدى تمسك العمانيين بنبذ الطائفية و العنصرية المذهبية ، عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : يَا لَلْأَنْصَارِ !! وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لَلْمُهَاجِرِين فسمع  ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ؟ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ . 
فَقَالَ : ( دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ) _ رواه البخاري و مسلم - هم فعلاً تركوها و عاشوا في سلام و أمان و تعاون و حب ( سنة ، شيعة و إباضة ) عاشوا في أرض السلطنة بلا مشاكل أو خلافات و لم نرى في دولتهم تفجبرات مساجد فهم آمنون في بيوت الله و نفوسهم خاليه من الطائفية  و العنصرية المذهبية ، و لديهم أيضاً ( مسيحية ) فالعمالة الوافده لبلادهم من ضمنها من يتبع الدين المسيحي و مع ذلك لم تظهر أي مشاكل أو خلافات أو نزاعات دينية فعاشوا أيضاً مع المسيح بهذا السلام و الأمان و التعاون و الحب ، صانوا حدود الله فزادهم الله أمناً و أماناً في جميع أمورهم الحياتية .
يا عُمان السلام و الخير علمينا كيف نعيش بسلام ؟ .

السبت، 24 أكتوبر 2015

١٤٣٧ هـ ...سنة هجرية جديدة سعيدة على الطريقة الحجازية

دعونا نُكمل حكايات الحجاز ذات العبق الفريد ، حكايات لربما كانت من زمن الأجداد و لكنها مازالت راسخة في الأذهان ، بالإضافة لكونها ذات مكانة لا متغيرة في القلوب .

فبعد أن تحادثنا عن عادات أهل الحجاز في موسم الحج دعونا اليوم نحكي حكاية أهل الحجاج مع العام الهجري الجديد.

بمناسبة قدوم العام الهجري الجديد تقوم نساء الحجاز بتحضير الـ ' قهوة الحلوة ' أو ' قهوة اللوز ' و تسمى أيضاً ' قهوة ملوزة ' و هذه القهوة موروث شعبي قديم تم توارثهُ من الأزل و تشرب عادة في المناسبات السعيدة و في أول يوم من السنة الهجرية الجديدة ، أو في أخر ليلة من العام الهجري السابق ، و تتكون من : ( حليب ، دقيق أرز ، سكر ، هيل و لوز بجلي ) و هي من المشروبات الساخنة الحجازية و هي معروفة في منطقة الحجاز عامة و لكن نساء مكة تميزن في إعدادها .

كما يفضّل الحجازيين ارتداء الأبيض في غرة محرم ، كما يحبذ بعضهم أن يكون الرداء الأبيض جديداً تفاؤلاً بالتجديد في بداية العام الجديد، و بعضهم يقوم بارتداء الأخضر ، كما تقوم النسوه بوضع الخضاب (الحناء) على اليدين لهنّ و لبناتهن و يتكحلن بكحل الدلال ( باستخدام المرود ) و الذي كنّ يبتعنه من مكة ، بالإضافة إلى فرش البرسيم للسير عليه
.
و هناك من يحبذ شرب الحليب في اليوم الأول من السنة الهجرية للتفاؤل بغد أفضل ، حيث أن هناك عائلات حجازية يبدأون أول يوم في السنة الهجرية الجديدة بشرب كوب حليب لكي يكون عامهم أبيض ، إضافة إلى أهمية تجهيز مائدة الغذاء أو العشاء بالخضار لما يحمله اللون الأخضر من معانٍ إيجابية جميلة فيعدون على سبيل المثال لا الحصر ' الملوخية ' ، و يتناولون أيضاً القشطة بالعسل .

فالأسر تحاول أن تقوم بكل ما هو جميل في اليوم الأول من السنة الهجرية الجديدة مثل : عمل ' الفطير المطورق ' في المنزل و توزيعهُ مع التمر على الفقراء و الذهاب إلى وادي فاطمة للنظر للطبيعة الخلابة ، مع الحرص على عدم المبالغة في الصرف المادي ليستمر العام على نفس الوتيرة ، و بعد العصر تبدأ الزيارات الأهلية للتهنئة بالعام الهجري الجديد ، فيقضي أهل الحجاز كامل شهر محرم في تبادل الزيارات و صلة الرحم .

كما اعتادوا في حالة وفاة قريب لهم لزوم البيت و عدم حضور الأفراح بالإضافة إلى عدم خلع ملابس الحداد و يستثنون من ذلك اليوم الأول من السنة الهجرية الجديدة كي لا تبدأ السنة بحزن .

فاللونين الأخضر و الأبيض تدل على التفاؤل و ترمز للزرع و المحصول الزراعي و الخير و الرزق .

فلكي لا تندثر مثل هذه العادات الجميلة يلزم الجيل القديم في العصر الحالي أن يقوم بتفعيل مثل هذه العادات الجميلة لأجل إستمرارها في جيل الشباب ، لكي لا ينتج لدينا جيل بلا هوية ، فلكل أمة تراثها الفريد و المميز و أي أمة تتخلى عن تراثها تصبح أمة بلا جذور .

حفظ الله الحجاز و قاطنيه و أدام عِشقهُ في القلوب .

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

شهداء تدافع مشعر منى

من جديد دماء طاهرة سقت أرض مكة ، لم تسقي أرض الحرم بل سقت أرض مشعر مِنى ، أرواح طيبة خيرة زُفت إلى باريها في أول أيام التشريق ، شهداء التدافع تسابقت خطاهم لطريق الجِنان ، يقول الله - سبحانه و تعالى - في سورة آل عمران: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 169 - 170].

فهم أحياء و لكن نحن لا نشعر بهم ؛ ولذلك عندما سُئل ابن مسعود عن هذه الآية من سورة آل عمران:{﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]، قال: أمَّا أنا فقد سألتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((أرواحُهُم في جوف طيرٍ خضر، لها قناديل مُعلَّقة بالعرْش، تَسرَح من الجنَّة حيث شاءَتْ، ثم تأوي إلى تلك القَنادِيل...)) أخرجه الإمام مسلم في باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة برقم (3500).

فهنيئاً لهم الشهادة فالرسول صلى الله عليه و سلم لم يُغسل الشهداء حيث قال في شُهَداء أحد: ((زمّلوهم بكُلُومهم ودِمائهم؛ فإنهم يُبعَثون يومَ القيامة و أوداجهم تَشخَبُ دمًا، اللون لون الدم و الرِّيح رِيح المسك)) النسائي (1975).

ما أعظم أجرهم و ما أحسن ريح دماهم ، دماء برائحة المسك تفوح فتعطر الأرجاء و أرواح تسكن الجنة.
اسمعوا هتافهم و هم محلقون في السماء :

(لاَ تَحْزَنُوا يَا إِخْوَتِي 
إِنِّي شَهِيدُ الْمِحْنَةِ

وَكَرَامَتِي بِشَهَادَتِي 
هِيَ فَرْحَتِي وَمَسَرَّتِي

وَلَئِنْ صُرِعْتُ فَذَا دَمِي 
يَوْمَ الْقِيَامَةِ آيَتِي

الرِّيحُ مِنْهُ عَاطِرٌ 
وَاللَّوْنُ لَوْنُ الوَرْدَةِ

آجَالُنَا مَحْدُودَةٌ 
وَلِقَاؤُنَا فِي الْجَنَّةِ

وَلِقَاؤُنَا بِحَبِيبِنَا 
بِمُحَمَّدٍ وَالصُّحْبَةِ

وَسِلاَحُنَا إِيمَانُنَا 
وَحَيَاتُنَا فِي عِزَّةِ )



فقد قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قُتِل دون مالِه فهو شهيدٌ، ومَن قُتِل دون أهله فهو شهيدٌ، ومَن قُتِل دون دمه فهو شهيدٌ، ومَن قُتِل دون دينه فهو شهيد)) أخرجه أبو داود برقم (4142) والترمذي (1341) و صحَّحه الشيخ الألباني.

كما ورد في صحيح البخاري و صحيح مسلم و سنن الترمذي و زاد المعاد : ( حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ' مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا ، وَمَا فِيهَا إِلَّا الشَّهِيدَ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى)


هم طلبوا الشهادة و نالوها بفضل من الله فقد ورد في السنة ما يدل على أن من عزم على الجهاد عزمآ صادقآ ، وطلب الشهادة ، أعطي كرامتها : 
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا أُعْطِيَهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ ) رواه مسلم (1908)،

وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) رواه مسلم (1909)


وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( َمَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْقَتْلَ مِنْ نَفْسِهِ صَادِقًا ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فَإِنَّ لَهُ أَجْرَ شَهِيدٍ )

رواه أبو داود (2541) والترمذي (1653) وقال حسن صحيح . وصححه ابن دقيق العيد في ' الاقتراح ' (ص/123) والألباني في ' صحيح أبي داود '.


فما عساي أن أقول غير قول الدكتور الشاعر / جمال مرسي :


( يا شهيـداً أنـت حـيٌّ

ما مضى دهرٌ و كانـا
ذِكْرُكَ الفـوّاحُ يبقـى 

ما حيينـا فـي دِمانـا

انـت بـدرٌ سـاطـعٌ ما غابَ

قد بذلتَ النفسَ ، تشري 

بالـذي بِعـتَ الجنانـا

هانَتِ الدُّنيا ، و كانـتْ 

دُرَّةٍ ، كانـت جُمـانـا

فارتضيتَ اليومَ عدنـاً 

خالـداً فيهـا مُصانـا ) 
طوبى لهم و ربح بيعهم ، تَركلوا الدنيا الفانية لكسب جنان الله الخالدة ، أهالي الشهداء لا تحزنوا و لا تجزعوا لأن من فقدتم قد منّ الله عليهم بحسن الخاتمة إدعوا لهم و تصدقوا عنهم و تذكروهم بالخير دوماً و تذكروا قول الدكتور الشاعر / جمال موسى:

( في جِنانِ الخلدِ يلقـى 

ربَّهُ ، فالوقـتُ حانـا

دثِّريـهِ يـا روابــي 

توِّجـيـهِ الأُقحـوانـا

و اْذكري دوماً شهيـدا 

قـد أبـى إلا الجِنانـا

ربمـا نلـقـاهُ فيـهـا 

فـنـراهُ ، وَ يَـرَانـا ) 
عسى الله أن يجمعنا بهم في ( ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ) .


الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

شهداء الحرم

عظم الله أجرك يا مكة إنا لله و إنا إليه راجعون ، دماء طاهرة سقت أرض الحرم في يوم جمعة فضيل و في وقت إجابة ، فهنيئاً لمن فاضت أرواحهم في هذا البلد الحرام و في هذا اليوم المبارك ، فالإبتلاء يكون حميداً حينما تموت في يوم جمعه على أطهر منسك و في أطهر بقاع الأرض و يطهر دمك المطر فما أجملها من خاتمة لمن نوا الحج وذهبوا ليتقربوا إلى الله ، فقد كانوا ضيوفاً لرحمن و الآن هم بجواره ، نالوا شرف الشهادة في سبيل الله من بيته المعظم و زفوا للجنان من أرض الحرم ، اللهم ارحم شهداء الحرم المكي و تقبلهم قبولاً حسناً مع الصديقين و الأبرار و اجعلهم في عليين و الهم أهلهم الصبر و السلوان ، فقد مات رجل في عهد الرسول ﷺ و هو مُحرم فقال عنه : ' إنه يبعث يوم القيامة مُلبياً ' و عن جابر - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي ﷺ يقول : ' يبعث كل عبد على ما مات عليه ' فاللهم إبعثهم حجاجا ًعماراً طائفين عاكفين شاهدين لبيتك الحرام ، فقد اجتمع لهم شرف الزمان في في آخر ساعة من يوم الجمعة بالشهر الحرام و شرف المكان في الحرم المكي الشريف ، قال تعالى :( وَ لَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَ لَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ (154) وَ لَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَ الْأَنفُسِ وَ الثَّمَرَاتِ ۗ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ ۖ وَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) ) .. دعونا نفكر قليلاً في أسباب واقية لسقوط الرافعة البرجية في الحرم المكي الشريف و لنستعرض تحليل فني للحادثة للمستشار المهندس / جمال شقدار : ' لا يصح الحكم على مسببات سقوط الرافعة في الحرم المكي الشريف حتى تنتهي اللجنة العاجلة للتحقيق في المشكلة ، لكن مما يتضح للمراقب المختص من صور سقوط الرافعة البرجية أنها من النوع المتحرك و ليس المثبت على الأرض كبقية الرافعات حول الحرم التي لم تسقط .. و في العادة فإن هذه الرافعة البرجية 'الكرين المتحرك' يثبت بجنازير تحمله و معدات خاصة للأمن و السلامة ، و رغم أن هذا الكرين - حسبما أخبر مختصين في مجموعة المقاول - مصمم بتقنيات حديثة و هندسية في غاية الدقة و مصمم على تحمل سرعة رياح كبيرة جداً ، لكن ربما كان السبب الرئيسي لسقوط الرافعة حسب التحليل الفني هو وضع المقاول هذه الرافعة الذكية المتحركة في وضع الاقفال وقت هبوب الرياح و هذا خطأ واضح في أنظمة السلامة في المشاريع الكبرى ، لأن هذا النوع من الرافعات مصمم على معالجة حركة الرياح مهما كانت قوية طالما كان على وضع التشغيل .. لكنه فيما يبدو كان في وضع الاقفال و الكوابح الخاصة به تمنعه من الدوران الاتوماتيكي لمقاومة شدة الرياح و عمل توازن بين أذرعته المتعددة .
و كان المفترض حسب أنظمة السلامة قيام المقاول أثناء هبوب الرياح بعمل الإجراء المتعارف عليه و هو ما يسمى بإطلاق عمل الكوابح (release of the brakes ) حتى تكون الرافعة في وضع الدوران الممكن ، و لتكون في وضع سلس مع اتجاهات الرياح المختلفة و حتى تدور الرافعة حول نفسها دون أن يسبب الجزء الرئيسي منها أي مقاومة لحركة الرياح ، لأن هذه الرافعات ذكية و تعمل بالكمبيوتر بشكل كامل ' .

و هذا التحليل مقنع و منطقي من وجهة نظري و متوافق مع السبب الذي صرح به الديوان الملكي الذي نص على أن : ' سبب حادث سقوط رافعة الحرم هو تعرض الرافعة لرياح قوية و كونها في و ضعية خاطئة مخالفة لتعليمات التشغيل التصنيعية ' و هذا ينفي الشبهة الجنائية .

ثم جاءت أوامر الحزم فيصلاً حسمت الظنون فكان الأمر بمنع سفر جميع أعضاء مجموعة بن لادن لحين إنتهاء التحقيق مع إيقاف تصنيف مجموعة بن لادن السعودية و منعها من دخول أي مشاريع جديدة و صرف ( ٥٠ ) ألف ريال سعودي لكل مصاب بإصابة لم ينتج عنها إعاقة مستديمة و صرف مليون ريال سعودي لكل مصاب بإصابة بالغة نتج عنها إعاقة دائمة و صرف مليون ريال لكل ذوي شهيد و استضافة اثنين من ذوي كل متوفي من حجاج الخارج لحج هذا العام ( ١٤٣٧ هـ ) و التوجيه بمنح ذوي المصابين في المستشفيات تأشيرات زيارة خاصة و أخيراً تكليف وزارة المالية و الجهات المعنية عاجلاً بمراجعة جميع المشاريع التي تنفذها مجموعة بن لادن .

فبعد كل ما حدث هناك مقترح للمستقبل القريب يلوح في الأفق و هو تدريب العاملين بالمشاريع الحيوية على كيفية مواجهة الكوارث الطبيعية بمعنى أخر كيف يمكن التصرف بشكل سليم حين وقوع أي كارثة طبيعية و هذا الأمر من شأنه بإذن الله تخفيف الأضرار الواقعة مادياً و معنوياً ، فهو مقترح يتوافق مع قاعدة الأخذ بالأسباب فيمكن مثلاً توقع الكوارث الطبيعية التي يمكن أن تحدث خلال العام و يتم التدريب على كيفية التعامل مع كل كارثة بشكل منفصل و مُركَّز ، فمن الحكمة أخذ العِضة و العِبرة من الماضي و الحذر من تكرار ما حدث سابقاً في المستقبل لا سمح الله .

ختاماً أوصي نفسي و أوصيكم بدوام تِكرار هذا الدعاء : ' اللهم آمنا في أوطاننا و فرج الكُرب عنا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا و اجعل و لايتنا في من خافك و اتقاك و اتبع رضاك يا رب العالمين '


الخميس، 10 سبتمبر 2015

أيها المتغربون عن أوطانكم



السفر اليوم لم يعد لطلب الرزق أو لطلب العلوم والمعارف فقط بل أصبح لدى البعض منا هواية يحول فيها طاقتهُ السلبية إلى طاقة إيجابية تحفزهُ على الإستمرار في السعي الجاد في أرض الله الواسعة ، و لكن ما هي فوائد السفر ؟!.
 
للسفر فؤائد كثير و متنوعة  و قد أشار الشافعي رحمه الله إلى ( ٥ ) منها في قوله : 
( تغرب عن الأوطان تكتسب العلا ... و سافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هـمٍّ و اكتسـاب معيشة ... و علم و آداب و صحبـة مـاجد
فإن قيل فـي الأسفار ذل و شدة ... و قطع الفيافي و ارتكاب الشدائـد
فموت الفتى خير له من حيـاته ... بدار هوان بين واش و حاســـد ) حيث قيل في الأثر : ( اطلبوا العلم و لو في الصين ) و بين الدكتور / ميشال نوفل _ أخصائي علم نفس ، أن من فوائد السفر أيضاً أنهُ ( يرفع الذل عن الإنسان إذا كان بين قوم لئام، و إذا عاش في وسط يكيدون به، و يتربصون به، و كان هذا الإنسان ذا شأن فليبحث له عن أرض يعرفون قيمته ) فقد ورد عن الشافعي أيضاً أنه قال : 
( ارحل بنفسك من أرض تضام بها ... و لا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في مواطــنه ... و في التغرب محمول على العنــق
و الكحل نوع من الأحجار تنظره ... في أرضه و هو مرمي على  الطرق
لما تغرب حاز الفضـل  أجمـعه ... فصار يحمل بين الجفـن و الحـدق ) فالسفر يتيح لنا الفرصة لنبتعد عن حياتنا العادية فيساعدنا على نسيان مشاكلنا و همومنا كما أن له فائدة كبيرة أخرى و هي القدرة على الاسترخاء و الراحة فمن الجيد أن نستمتع بحياتنا و أن نمضي بعض الوقت من دون توتر و ضغط نفسي حيث تسمح لنا العطلة باستعادة طاقتنا وحيويتنا من خلال الابتعاد عن حياتنا العادية كما يتيح لنا السفر فرصة التعرف على عادات و تقاليد الشعوب المختلفة بالإضافة إلى التعرف على لُغات عِده فهو يعطينا منظوراً جديداً عن الحياة من حولنا و يمكن أن يساعدنا على تغيير بعض  عاداتنا السيئة و اعتماد عادات جديدة جيدة و يخلق السفر مع الأصدقاء أو العائلة ذكريات حلوة لمدى الحياة وهذه الذكريات تشكل رابطاً لن يختفي بين الأصدقاء سواء استمرت تلك الصداقة أم لا كما يتيح لنا السفر فرصة التعرف على أشخاص جدد و السفر يعطينا الحرية لنفعل أمور لا نقوم بها عادة حيث يسمح السفر لنا بالشعور  بالحرية فننطلق في مغامرات و تجارب جديدة و مختلفة قد لا نكون فكرنا فيها عندما كنّا في أوطاننا كما يعزز السفر مهارات التواصل و التعامل مع أشخاص من ثقافات أخرى كما يساعد السفر في تفريج الغم فمما عُرف واشتهر بين الناس أن الملازم للمكان الواحد، أو الطعام الواحد قد يصاب بالسأم و الملل منه، فتنتابه الرغبة في التجديد، حيث ينصح الأطباء النفسيون من أصابه همّ أو غمّ أن يسافر، وقد قيل : ( لا يصلح النفوس إذا كانت مدبرة، إلا التنقل من حال إلى حال ) فالإنسان بطبعه ملول و يكره ( الروتين ) ، و السفر يمنح الإنسان فرصةً لكي يشعر بالمتعة والإثارة و يكسر ( الروتين ) الممل في حياته لذا فالسفر موصوف كعلاج نفسي فعال للكثير من الأمراض النفسية و أهمها الاكتئاب ، قيل قديماً : ( لولا التغرب ما ارتقى درُّ البحور إلى النحور ) كما أن السفر ضرورة في كثير من الأحيان لصلة الأرحام و زيارة الأقارب و الأصدقاء ، و هناك أمور كثيرة لا تتم إلّا بالسفر، كإتمام المناسك الدينية في مختلف الديانات، مثلاً الحج في الإسلام يحتاج إلى السفر لأداء مناسكه و السفر أيضاً سبب من أسباب استجابة الدعاء لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ دعوة المظلوم، و دعوة الوالد لولده، و دعوة المسافر ) ، كما أن السفر سبب رئيسي في تطور وسائل النقل و المواصلات عبر التاريخ، و كذلك سبب في تطور البنية التحتية للمواصلات من أجل التخفيف من معاناته و جعله ميسراً و أقل تكلفة و جهداً و وقتاً و هذا كله يجعل السفر متعة كبيرة للإنسان ، و هو ضروري جداً للحالات العلاجية التي لا تجد علاجاً مناسباً لها في بلدانها فتسعى للبحث عن علاج في بلدان أخرى ، و هو أيضاً يبني شخصية الإنسان في كافة الجوانب، كما يمنح الإنسان فرصةً ليتدرب على إنجاز مشاريعه الحياتية، حيث إن السفر يحتاج إلى تخطيط و تدبير و تنفيذ و ميزانية مالية و بالتالي فهذا النشاط يطور الإنسان من كافة الجوانب الشخصية و يمنحه البصيرة و الفراسة و قوة الإدراك و الملاحظة و احترام الوقت و تقبل الآراء المتعددة و يفتح له نوافذ الطموح و النجاح في حياته ، فالغربة مدرسة تختلف عن ما نقرأه في الكتب، لأنها مدرسة تعتمد على التطبيق العملي في حياتنا الواقعية ، فالسفر هو الحياة فما بال من يسافرون ليتجاوزوا حدود الحرية المتاحة لهم و يستبيحوا لأنفسهم مخالفة قوانين البلاد المضيفة لهم و يشوهون بأيديهم سمعة بلدانهم التي ينتمون إليها بحجة جواز كل تصرفاتهم السيئة لأن أموالهم ستساهم في رقي و ازدهار البلاد المضيفة لهم ! هل تناسوا كل فوائد السفر أم أنهم يجهلون أن للسفر فوائد ؟! أم هل أصبحت كلمة : ( بفلوسنا ) ( شماعة ) لكل فعل مُشين ؟! أم أنهم نسوا كونهم سفراء للعرب و المسلمين في بلاد الفِرنجه ؟! فبسببهم تم ظلم كل من يحمل جنسية عربية من قبل الغرب ، فأصبحت صورة الفرد العربي لدى الأجانب أنهُ شخص همجي لا يحترم القوانين ، كائن لا حضاري ، يعاني من مشكلات نفسية معقدة ، غني بشكل فاحش إلا أنه يفتقر إلى أبسط قواعد ( الإتيكيت ) ! فكيف لنا أن نُثبت لهم عكس ذلك ؟ أتوقع أن جزء كبير من الحل سيكون في يد مبتعثينا لديهم بسبب كونهم مقيمين لديهم لفترة طويلة ، فيا أيها المتغربون عن أوطانكم طلباً للعلم كونوا خير سفراء لتلك الأوطان و حولوا الصورة السلبية المظلمة إلى أخرى إيجابية مشرقة ... الوطن أمانة في أيديكم فكونوا خير ممثلين للإسلام و للعروبة .

الاثنين، 24 أغسطس 2015

تغريدة ٣٢

عالمك الخاص ورقة بيضاء أنت تختار ألوانها بيدك 
___________________________________

الصورة فكرتي و تلوين مامتي و الفراشة شغل يزن و أنا غريتها ....



الأحد، 23 أغسطس 2015

عادات مكية في موسم الحج

إقترب موسم الحج فدعونا نعود للماضي الجميل و نتعرف على عادات أهل مكة في الحج

المكاويين لديهم عادات كثيرة جميلة في الحج لا يمكن ذكرها جميعها و لكن سوف نسترجع معاً ذكريات أبرز و أشهر العادات المكية فترة الحج

لكي نُعرِّف الحجيج بعادات مكة الجميلة التي اندثر بعضها و بعضها ما زال مستمر إلى الآن
سأستعرض معكم أجمل العادات التي علقت بذهني من خلال القصص الشعبية و ( سوالف ) نون النسوة بالإضافة إلى قراءاتي المختلفة في التراث الحجازي

فمن العادات التي تميزت بها مكة إذا دخل الحج يتوقف الناس عن شراء اللحم من السوق و ذلك لكثرة الهدي الذي يذبح من الحجاج فكان الناس يمسكوا عن شراء اللحم من الجزارين لأن هذه اللحوم معرضة للتلف أو أنها تكون مريضة أو هزيلة أو متردية أو نطيحة فلا يأكلون اللحم تلك الأيام 

ومن العادات المكية أيضاً شراء الوزف و السمك الناشف والربيان المجفف لكي يطبخون منه في أيام الحج الرز والعدس

و كانوا يشترون المكسرات وهو ( النُقل ) حيث يحلوا للنساء السمر في تلك الليالي فتجتمع الجارات عند بعضهن وذلك لعدم وجود الرجال لمشاركتهم في أعمال الحج 
  
و من العادات الخاصة بالنساء في الحج ( يوم الخُلّيف) بضم الخاء وتشديد اللام الذي يبدأ من يوم عرفة ( يوم الوقفة ) و كان يسمى بهذا الاسم بسبب خلو الحارات من الرجال بسبب أعمال الحج و خدمة الحجيج ، ففي الماضي كان يوم عرفه هو يوم يعمل فيه جميع أهل مكة من رجالها على خدمة الحجاج فيتواجدون معهم في عرفة ويتركوا مكة و يخلفوا ورائهم زوجاتهم و أسرهم فجميع أهل مكة من الرجال يسعون لخدمة ضيوف الرحمن ، فتخرج النساء إلى الجبال المطلة على الشوارع الرئيسية لمشاهدت حركة السيارات والحجيج والنفره ويكون ذلك من بعد العصر وحتى قبيل المغرب و بعد ذلك تنطلق النسوه صائمات لفك الريق في الحرم و أداء صلاة المغرب و العشاء و من ثم يذهبن للأسواق المجاورة للحرم لشراء ألعاب العيد للأطفال و لا تكاد ترى في ذلك اليوم أي رجل بالغ متخاذل عن العمل و خدمة الحجاج ..
و في أيام العيد الثلاثة تتجمع كل ثلاث أو أربع عائلات في منزل لعدم وجود الرجال و لشعور النسوه بالخوف فلا يتواجد وقتها في الحارات غيرهن و الأطفال بالإضافة إلى كبار السن و في أيام العيد يكون ( القيس ) 
و هو عادة فيها تحفيز للناس للخروج للحج وخدمة الحجيج فكان العرفُ المكي ينص على وجوبُ خروجِ جميعِ رجالِ مكة والقادراتِ من النساءِ للحج أو لخدمةِ الحجيج، وإذا تخلَّفَ رجلٌ عن إحدى الحُسنَيَين؛ الحِجِّ أو خدمة الحجيج، فإن مصيرَه على أيادي نساءِ مكة توبيخٌ باللسان، وضربٌ بالعصي حتى يغادرَ المكان ، تبدأ السيدات قبل الحج بعدة أشهر في إختيار الأدوار وتوزيعها ... واللاتي يقمن بدور الشريف حاكم مكة المكرمة ... والتي تقوم بدور الضابط و دور شيخ الحارة ويكون لهن حرية الخروج إلى بعد منتصف الليل و يتنكرن بملابس الرجال و يؤدين أدوارهم ، و تكون الثلاثة أيام مهرجاناً غنائياً فهو أشبه ما يكون بحفلة تنكرية حيث تجتمع النسوة و يجوبون شوارع الحارة ليلاً ومعهم الطبول و يرددن نشيد : (يا قيسنا يا قيس
الناس حجّوا
وإنتا قاعد ليش؟
الليلة نفره
قوم ادبحّلَك تيس
قوم رُوح لبيتك
قوم اخبُزلَك عيش
قوم اخبُزلَك عيش) 

و لكن ما هو ( القيس ) ؟. .
حتى عهد لا يقل عن أربعة عقود ، كن نساء مكة والطائف ، وربما قلة من نساء جدة ، يخرجن ليلة عيد الأضحى و لمدة ثلاثة أيام في طقس فلكلوري احتفالي يسمى ( القيس ) ، حيث تتنكر فيه النساء بالملابس الرجالية ويتبادلن أدواراً ذكورية هزلية ويتغنين وقت أن تكون المدينة قد خلت من الرجال الموجودين حينها في المشاعر المقدسة برفقة الحجاج ، ومن بقي منهم في المدينة يلتزم بيته ولا يجرؤ على الظهور ، ومن يخرج يتعرض لمطاردة النساء اللواتي يلاحقنه بالعصي مرددين أهازيج منها: (يا قيسنا يا قيسنا
هيا معانا لبيتنا
نسقِيك من شُرّبيتنا
ونطلِّعك في بيتنا
والليلة نروح ...
عند أبوعلي
واللهِ نروح
وندّبحلك طلي
أبو الصمادة والعقال
من يوم شفته عقلي طار ) 
وعندما يتم إستدراج القيس ـ و هذه التسمية تعود إلى تسمية إحدى النساء بهذا الإسم الرجالي (قيس) أو المتخلف عن الحج تعد النساء له وليمة من الضرب المبرح ، حتى لا يعيد الكرة في العام المقبل ويتخلف عن الحج .. 
و في نهاية اليوم يقمن بالتجمع في بيت أو مكان معين و يؤدين الرقصات و الغناء والمسرحيات و يقمن بتناول المعمول و الفستق و اللوز و الحمص و المنفوش
وبعد إنهاء الحجيج لمناسكهم يعود الرجال الغائبين ويهنئهم أهل الحارة ويخبرونهم عن المتخلف و ما جرى له و يقال إن ( القيس ) يقمن به النساء من دافع الخوف من اللصوص و لتبديد ذلك الخوف و إشاعة جو من الأمن و الفرح في حواري مكة القديمة و هو اعتقاد مقبول إلى  حدٍ ما إذا نظرنا إلى مايتنكرون به من زي الشريف و الشرطة و قد اشتهرت حارة جياد بإجادة ( القيس )

فأما عادة ( النتيرة / النثيرة ) فهي عبارة عن إستقبال يعمل لمن حج البيت الحرام أو زار المدينة المنورة من أهل مكة و الحجاز ، و يكون ذلك حجته الأولى أو زيارته الأولى ويطلق عليه (السراره ) ، و جرت العادة قديماً عندما تنوي الأسرة الحج أو الزيارة فإنهم يتركون مفاتيح بيتهم عند أحد الأهل و الأقارب كأهل الزوج أو أهل الزوجة ، و الهدف من ذلك هو تفقد البيت و العناية به في أثناء غياب أهله ، و في اليوم المحدد لعودتهم من حجهم أو زيارتهم يجتمع الأهل و الأقارب و الجيران في منزلهم لإستقبالهم و جرت العادة بأن تقوم النساء بتجهيز النثيرة وهي عبارة عن ( النقل ) أو المكسرات في الوقت الحاضر و معه مجموعة منوعة من الحلويات كالسكريات و النعناعية و يكون دور الصغار هو مراقبة الطريق لمعرفة وقت و صول موكب الحجيج و الزوار و بمجرد إطلالتهم و دخولهم الحي تنطلق الزغاريد من خلف الأبواب و النوافذ 
و عند دخولهم الدار ترتفع الأصوات مباركة لهم بسلامة الوصول و داعية لهم بالقبول و يصاحب ذلك نثر مكونات النثيرة عليهم و يتخلل موقف الإستقبال هذا مشاهد مضحكة و مفرحة خاصة عندما يبدأ المحتفى بهم وضع ايديهم على رؤرسهم و أمام أعينهم إتقاء النثيرة لأن هناك من يتعمد إصابتهم بلطف طبعاً بحبات سكر النبات و الحميص ، أما ( الجو جو ) فيكون للصغار الذين حجوا للمرة الأولى فيكون

أهله مستعدين لعودته من الحج فبمجرد دخوله البيت يقوموا بنثر ( النقل ) و يغنوا له : ( جو جو حجوا وجو ) و يقوموا بالدق و التطبيل و في نهاية الحفلة يقدموا القهوة الحلوة ( قهوة ملوزه ) و هو إحتفال قريب من ( النثيرة) و لكنه خاص بالصغار أو بمعنى أوضح إحتفال لمن حج أو زار منهم مع أهله ، و أيضا يتم إقامته للطفل المولود وتبدأ مراسمه بإعداد كيس أو صحن ( الجو جو ) وذلك بوضع ( النقل ) و الحلويات مضاف إليها النقود المعدنية وهي ماتسمى باللهجة المحلية ( تفاريق أو قروش ) و تتمثل في ربع و نصف الريال ، في ذلك الوقت كانت تمثل ثروة للطفل لا يستهان بها ، وأيضاً يتم وضع بعض ريالات الفضة كنوع من التشجيع للأطفال و إظهار كرم أهل الطفل و مكانته عندهم ، يتم بعد ذلك فرش شرشف كبير أو سجادة في وسط الغرفة و يجلس في وسطها الأطفال العائدين من الحج أو الزيارة يحيط بهم الأطفال المشاركين في الأحتفال ، و يحضر شرشف ثاني ممسك بأطرافه أربعة نساء أو فتيات فوق العاشرة بحيث يكون فوق رؤوس الأطفال كالخيمة وتبدأ الفتيات الممسكات بأطراف الشرشف ترديد كلمة ( جو جو حجوا و جو ) مع الطلوع و النزول بالشرشف لفوق وأسفل و كأنهن يقمن بنفظه ، و يردد معهم الحضور نفس الجملة و هي تعني بأنهم ذهبوا للحج وعادوا سالمين ثم تأتي المرأة المحضرة ( للجوجو ) وتقوم بافراغه ونثر محتوياته في وسط الشرشف الثاني بعدها تفلت و تترك الفتيات أطراف الشرشف من ايديهن و يبدأ الأطفال في الخروج من تحته لإلتقاط ( الجوجو ) و البحث عن النقود همهم الأكبر و صاحب الحظ الأوفر منهم هو الذي يستطيع جمع أكبر عدد منها و من طرائف الموقف يبدأ الصغار في سلب بعضهم البعض و خاصة الكبار منهم و عندها تبدأ مواويل البكاء على الكنز المسروق و الأطفال دون سن الثانية لا يقدرون قيمة هذا الكنز فنجدهم يبحثون عن الحلويات و يجمعونها دون الإلتفات للنقود ، و هناك دائما يكون طفل محظوظ جمع عدد أكبر و أوفر من النقود وإستطاع الحصول على ريال أو أكثر من الريالات الفضية

فمن أناشيدهم الشعبية في الحج :

( المعمول سويناه 
و في الفرن خبزناه
و الخروف اشتريناه .... و في الحوش ربطناه ... و للجزار ارسلناه
و المقلقل اخرناه ... ليوم العيد خليناه
و يا قيسنا يا قيسنا .. تعالوا ادبحوا تيسنا
و اشربوا من شربيتنا
يا مرحبمبكم في بيتنا )

و كان نسوة الحجاز يتفنن في صنع الأطعمة و الحلويات الخاصة بالعيد ، و التي ذكرها الرحالة الشهير "ابن جبير" في القرن السادس الهجري و استمر هذا الحال على مر الأزمان حتى غدت المأكولات الحجازية مضرباً للمثل ، فكانت النساء الحجازيات يقمن بعمل ( المعمول و الغُريبة ) في جميع البيوت و تعمل كميات كبيرة حيث تُبزر في عيد الأضحى ( الغُريبة ) و هي كعك من طحين الحمص المعجون بالسكر
الناعم و السمن، إضافة إلى كعك ( المعمول )
المكون من حنطة محشوة بالتمر و أحياناً
بالمكسرات و يضيف بعض الأهالي إلى التمر السمسم المحمص و بعضهم يجعل الحشو باللوز يعجن بالسمن البلدي و ينقش وجهه بمناقش مخصوصة و يصنع منه قطعاً مختلفة الاحجام ثم تُأخذ الكعكات  الشعبية إلى الأفران لتُخبز ثم يُرجع بها إلى البيوت فيرش المعمول ببودرة السكر البيضاء و يأكل  من هذه المخبوزات اللذيذة  أهل البيوت حتى انتهاء موسم الحج
و كان هناك طبق مميز و هو ( الدبيازة ) و هي أكلة جميلة مصنوعة من المكسرات و غنية بالسعرات الحرارية و تستمر صالحة للأكل لوقت طويل و هي أكلة خاصة بالأعياد ( الفطر و الأضحى ) 

فإذا كان جميع المسلمين يحتفلون بعيد الأضحى فإن الحجازيون ينشغلون بخدمة الحجيج والعمل الجاد بحثاً عن الرزق طوال موسم الحج فيقفون في الأزمات و يقدمون المساعدات لكل محتاج وخصوصاً للحجاج و المعتمرين فتجد الصغير قبل الكبير يقف ليقدم المساعدة

تلك بعض العادات المكية التي انقرض بعضها و بقي البعض منها فحري بِنَا أن نسعى للحفاظ على موروثنا الشعبي فالتراث جزء لا بتجزأ من كياننا ، فكيف لنا أن نُفقد الجيل القادم جزء من هذا الكيان بأيدينا ؟!

فأطفال اليوم لا يهمهم التراث و يرون أنه ماضي قديم و يملون من ذكره ، فكيف سيكون حال الأجيال القادمة ؟!

فلنحاول جاهدين لجعلهم يحبون هذا الماضي الجميل كما عشقناه نحن و لنردد بصوت عال قول ابن معصوم المدني :

( سقى الله الحجازَ وساكنيه ... وحيَّا معهدَ الخود الكِنازِ

إلى أهل الحجاز يحن قلبي ... فوا شوقي إلى أهلِ الحجازِ )

الأحد، 16 أغسطس 2015

شهداء الصلاة و الإستشهاد من أجل الدين



الشهادة من أجل نُصرة دين الله غالية ، و لكن أيعقل أن يكون ثمنها تفجير مسلم لنفسه في جموع مصلين يصلون لله وحده الواحد القهار ؟!
يا ترى كيف يتم إقناع الإنتحاريين بأنهم بهذا العمل الشنيع سينالون رضا الله و سوف ينتقلون من دار الفناء إلى الفردوس الأعلى و سوف يزفون إلى الحور العين ؟!
أتم غسل عقولهم ؟! أتم تنويمهم مغناطيسياً ؟! أم تم تركيب شريحة في عقولهم تجعلهم مثل الرجال الآليين ؟! و لماذا قرر من دفعهم لمثل ذلك العمل أن يؤثرهم على نفسه ؟!
فإن كان بذلك تُنال الجنة و تتحقق الشهادة في سبيل الله ... لماذا لم يذهب المحرض بنفسه بدل من أن ينوب عنه شخص آخر ؟! كيف فكرت تلك العقول بأمر كهذا ؟!
ألم يقرأوا قول الله تبارك و تعالى في كتابهِ العزيز (  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) ) سورة البقرة
فكيف لإنسان عاقل أن يفكر في أمر كهذا عندما يعمل أن ما ينتظره في الآخرة عذاب عظيم ؟!
ألم يتدبروا قوله تبارك و تعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) ) سورة النساء
هم حقاً اشتروا لعن الله لهم و غضبه عليهم ، لقد باعوا الجنة من أجل النار !
أولم يقرأوا قول أكثم بن صيفي :
موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا 
عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه )
هم فعلاً عقوا الوطن ، هذا الوطن المعطاء الذي أعطاهم بلا مقابل ، وطن كان لهم أم و كانوا له عاقين !
    هم ليسوا الشهداء كما يعتقدون فمن إغتالوهم في محراب الصلاة هم الشهداء ، استشهدوا من أجل الدين ، فدوا بيوت الله بأرواحهم الطاهره لكي يُحبط مخطط ولاة الشياطين
    هم أرادوا أن يخيفونا من بيوت الله ، أرادوا أن يحولوا بركتها و أمانها إلى خوف و رعب ، و لكن هيهات هيهات كل يوم سنزف منا شهداء ( أب ، أخ ، زوج ، عّم ، خال ، جد و صديق ) من أجل أن يستمر ذكر الله في بيوته 
    إلى كل زوجة ترملت : لا تبكي فشريك حياتك توجه إلى باريه و هو ساجد ...
    إلى كل أخت : لم يكسر ظهرك فكل شباب الوطن ظهر لك ...
    إلى كل أم ذهب ابنها فلذة روحها : لا تجزعي فقطعة قلبك عند رب كريم رحيم و تذكري بأن كل شباب الوطن أبناء لك ...
    فلنقل لمن خان الدين و الوطن قول الشاعر العراقي الكبير عبد المحسن الكاظمي - رحمه الله - :
    وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ دونِ أوْطانِهِ حِمىً  
     فَذَاكَ جبانٌ بَلْ أخسُّ و أحْقَرُ )
    نعم نحن حماة الدين و الوطن عطرنا تراب الوطن بدمائنا ، هنيئاً لنا الشهادة في سبيل الله
    أبناءك فداك يا وطن ، نحن لله و إليه رجعنا .

    الخميس، 13 أغسطس 2015

    تغريدة ٣١

    أحبك بخمس قلوب قلب عاشق و آخر متيم و ثالث غيور و رابع مهتم و خامس آخير مجنون يسيطر على باقي القلوب ! ❤❤

    تغريدة ٣٠

    لا يوجد إمرأة عانس بل يوجد إمرأة لم تجد شريك الحياة المناسب و لا يوجد إمرأة مطلقة بل يوجد إمرأة لم توفق في حياتها الزوجية

    الأحد، 9 أغسطس 2015

    ‏الموت ليس فناء الجسد !

    هُناك أحياء تساقطوا من حياتنا كأوراق الخريف بينما يوجد أموات رحلت أجسادهم و ما تزال روحهم معنا .. ما تزال صورهم محفورة في قلوبنا و ذكراهم عالقة في عقولنا .. نهدي لهم كل ليلة الحب بالدعاء و نبرد قلوبهم بالصدقة عنهم .. فيا رب وسع قبورهم بقدر ما أسعدونا في الدنيا و أكثر بكثير .. فالموت ليس فناء الجسد و دفنه تحت التراب .. الموت الحق ما هو إلا نزع الحب و الخير و الجمال من نفوس و عقول و قلوب بعض البشر الأحياء فيموت فيهم الإنسان و يتحولون إلى أرواح شريرة هائمة تزرع الكره و الحقد .. تهوى قمع الأنقياء .. تستدرجهم للآإنسانية و تعلمهم أبجديات الموت و مهارات سلب الأرواح الطيبة و تجريد الإنسان من الإنسانية .. يا رب حصنا منهم و تب عليهم فهم في غفلة و لكن لا يعلمون .. !

    الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

    تغريدة ٢٩

    أنا متوسطة الطول إذاً أنا ملكة جمال

    تغريدة ٢٨

    لا فائدة من حبيب لا يضحي من أجل من إختارها شريكة عمر إما أن يفهم أن الحياة مشاركة وتفاهم و إما أن يفضل كما هو ويخسرها إلى الأبد

    تغريدة ٢٧

    يحكى أن وردة نمت بالحب تدعى { أنا } ~

    تغريدة ٢٦

    لنا في خيالات الحب حياة !! ..

    ___________________________________

    ملاحظة : الربطة تلاقوها في محلات Laprimavera  #مكة و #جدة

    تغريدة ٢٥

    و هل هناك أجمل من إحتضان يدي ليدك و أنا بفستاني الأبيض ؟!

    تغريدة ٢٤

    من شدة حُبِها له كل يوم تدعو ربها أن يكون طِفلُها نُسختة مِنهُ في كُل شيء !!


    تغريدة ٢٣

    يُحكى أن فتاة تقلدت قلباً لإيمانها بِأن حُبك لها سيكتمل بدِبلة و بيت و طفل !! 
    ___________________________________

    العِقد صُنع إيدي ☺♥☺ 


    تغريدة ٢٢

    الزمن لا يحل المشكلات الصغيرة بل يزيدها تعقيداً

    تغريدة ٢١

    أنت بالنسبة لي ماضي فلا تُحاول الرجوع منه !!

    تغريدة ٢٠

    أهربُ مِنكَ لكتابي فأراكَ قابِعاً فيه !!

    تغريدة ١٩

    لجدي أنتمي ... رحمك الله يا جدي فسعادتي مرتبطة بك حياً ميتاً

    تغريدة ١٨

    أعشقك جدي فرغم وفاتك ذكراك مازالت ببالي أحبك جدا و لن أفرط بعقدك النفيس ماحيت سيزين عنقي كل يوم ما حيت

    تغريدة ١٧

    كم هو جميل أن تتذكر من تحب في زحام الحياة فتهدي لهم جمالاً من صُنع يدك يذكرهم بك كلما نظروا إليه

    تغريدة ١٦

    في بعض الأحيان يعتصرنا الألم فنخضع له على مضض و لكننا ما نبرح حتى تنهمر منا شلالات من الدموع رغما عنا !!

    تغريدة ١٥

    قالوا : ( #الصبر_مفتاح_الفرج ) و لكنني لا أقوى عليه !! ... عجولة أنا بطبعي يا رب صبرني

    تغريدة ١٤

    أحاديث الحنين إليك لدي كثيرة حادثتك بعضها فلم تحتمل ضجيجها العالي فقررت أن أصمت عن الباقي و أحادثها بيني و بين نفسي

    الاثنين، 3 أغسطس 2015

    الأربعاء، 29 يوليو 2015

    شريط الذكريات !!


    في كل ليلة أسترجع ذكرياتي تمر أمامي كشريط من ذكريات الحياة المختلفة بعضها حزينه و بعضها مُفرحه و الباقي بين بين
    في كل ليله أسرح لبعيد أنطلق بخيالي من ضفاف الحاضر أعبر جسور الأمل وصولاً لجنان المستقبل أسقي هناك ورود أحلامي
    ياااااهـ ما أكثر الأحلام !! و لكن الواقع واحد روتيني لا جديد فيه !!
    و لكن لا بأس لهذا السبب وجدت الأحلام لكي تخرجنا من روتين الحياة و لكي توجد لنا شريط من نور يخرجنا من تضارب الذاكرة يبحر بِنَا في الامكان حيث قصور الأمل داخل مدن الأحلام 
    هروب من الواقع إلى متنفس من الآمال العظيمة نستمد منه القوة لمواجهة الحاضر

    الأحد، 21 يونيو 2015

    ذاكرة من ورق !

    نحن نعشق تعذيب أنفسنا ، نحب إجترار أحزاننا ، نهوى فتح الجروح القديمة

    .

    .

    .

    و بدل تنظيفها من ما تبقى من ألم نعيد إحياء الألم فيها من جديد عن طريق فركها بالملح !!

    .

    .

    .  

    لا أعلم حقاً ما الفائدة المرجوه من كل هذا الألم و التعذيب ؟! لما لا نحاول مساعدة أنفسنا على النسيان ؟! لما نهوى تذكر ما يجرحنا و يحزننا ؟! لما نحب إعادة البكاء على ما مضى ؟! ...


    .

    .


    .


    حقاً أنا لا أعلم و لكن سأحاول جعل جروحي الماضية ذاكره من ورق بحيث أجمع كل آلامي الماضي في أوراق و أقوم بالتخلص منها عن طريق دفنها في صحراء جرداء بعيده لكي أضل طريقي حينما يجتاحني الحنين لهذه الجراح و الآلام القديمة 

    السبت، 7 فبراير 2015

    صديقة الصدفه !!

    كان ياما كان
    قبل زمان قريب
    صديقة عرفتها صدفه و ما أحلاها من صدفه
    و مر الوقت معها سريعاً كلهُ فرح و ضحك و حكايات
    إلا أن ذهبت عني صدفه و ما أمرها من صدفه
    ليتها تعود إلي صدفه فأنها أشتاقها جداً !!