* إثبات وجودي *

* إثبات وجودي *

ليلى في سطور ...

ليلى ... ❤️


أنثى تعيش بقلب طفلة و عقل إمرأة ...

لا تحب التصنع و لا التكلف ، تحب أن تكون مع الكل على طبيعتها …

بسيطة جداً ، طيبة ، حنونة ، روحها نقية …

هي فتاة تحب مساعدة الناس ، تهوى الكتابة و الرقص و الرسم و التصميم و لديها حلم كبير تعمل جاهدة لتحقيقهِ و هو أن تصبح إعلامية مشهورة و تنشر كتاباتها ، تعشق التصوير ، الأطفال و تخفيف هموم غيرها …

تستمع بحرص شديد لكل من يشكلوا لها حاله و يطلب منها حل لمشكلة ما …

أمنياتها أكبر من عالمها و من أهم أمنياتها نشر الخير في كل مكان …

هي مجرد فتاة حالمة تطمح بأن تكون الأفضل ، كما أنها تحب أن لا يكون لها مثيل في كل شي يختص بالتأنق في الهِندام …

تتلذذ بالحظات السكون و الصفاء برفقة الأغنيات الهادئة و كتاب تقرأهُ …

كما أنها تستمتع بإعتماد الآخرين عليها ، كريمة مع من تحب لدرجة أن كل شي في يدها ليس ملك لها بل ملك لمن يعجب به من العزيزين على قلبها …

تكره أن تطعن في الظهر و تكره الحياة بوجهين و كل من يدعي المثالية …

تحب كل من يحبها و تكره كل من يكرهها …

فهي ببساطة و بختصار شديد : أنثى إستثنائية ، تحب أن تعطي بلا مقابل و كل ما تريده هو أن يذكرها الناس بالخير عند رحيلها ...

تاج النصوص ...

‏الموت ليس فناء الجسد !

هُناك أحياء تساقطوا من حياتنا كأوراق الخريف بينما يوجد أموات رحلت أجسادهم و ما تزال روحهم معنا .. ما تزال صورهم محفورة في قلوبنا و ذكراهم ...

السبت، 24 أكتوبر 2015

١٤٣٧ هـ ...سنة هجرية جديدة سعيدة على الطريقة الحجازية

دعونا نُكمل حكايات الحجاز ذات العبق الفريد ، حكايات لربما كانت من زمن الأجداد و لكنها مازالت راسخة في الأذهان ، بالإضافة لكونها ذات مكانة لا متغيرة في القلوب .

فبعد أن تحادثنا عن عادات أهل الحجاز في موسم الحج دعونا اليوم نحكي حكاية أهل الحجاج مع العام الهجري الجديد.

بمناسبة قدوم العام الهجري الجديد تقوم نساء الحجاز بتحضير الـ ' قهوة الحلوة ' أو ' قهوة اللوز ' و تسمى أيضاً ' قهوة ملوزة ' و هذه القهوة موروث شعبي قديم تم توارثهُ من الأزل و تشرب عادة في المناسبات السعيدة و في أول يوم من السنة الهجرية الجديدة ، أو في أخر ليلة من العام الهجري السابق ، و تتكون من : ( حليب ، دقيق أرز ، سكر ، هيل و لوز بجلي ) و هي من المشروبات الساخنة الحجازية و هي معروفة في منطقة الحجاز عامة و لكن نساء مكة تميزن في إعدادها .

كما يفضّل الحجازيين ارتداء الأبيض في غرة محرم ، كما يحبذ بعضهم أن يكون الرداء الأبيض جديداً تفاؤلاً بالتجديد في بداية العام الجديد، و بعضهم يقوم بارتداء الأخضر ، كما تقوم النسوه بوضع الخضاب (الحناء) على اليدين لهنّ و لبناتهن و يتكحلن بكحل الدلال ( باستخدام المرود ) و الذي كنّ يبتعنه من مكة ، بالإضافة إلى فرش البرسيم للسير عليه
.
و هناك من يحبذ شرب الحليب في اليوم الأول من السنة الهجرية للتفاؤل بغد أفضل ، حيث أن هناك عائلات حجازية يبدأون أول يوم في السنة الهجرية الجديدة بشرب كوب حليب لكي يكون عامهم أبيض ، إضافة إلى أهمية تجهيز مائدة الغذاء أو العشاء بالخضار لما يحمله اللون الأخضر من معانٍ إيجابية جميلة فيعدون على سبيل المثال لا الحصر ' الملوخية ' ، و يتناولون أيضاً القشطة بالعسل .

فالأسر تحاول أن تقوم بكل ما هو جميل في اليوم الأول من السنة الهجرية الجديدة مثل : عمل ' الفطير المطورق ' في المنزل و توزيعهُ مع التمر على الفقراء و الذهاب إلى وادي فاطمة للنظر للطبيعة الخلابة ، مع الحرص على عدم المبالغة في الصرف المادي ليستمر العام على نفس الوتيرة ، و بعد العصر تبدأ الزيارات الأهلية للتهنئة بالعام الهجري الجديد ، فيقضي أهل الحجاز كامل شهر محرم في تبادل الزيارات و صلة الرحم .

كما اعتادوا في حالة وفاة قريب لهم لزوم البيت و عدم حضور الأفراح بالإضافة إلى عدم خلع ملابس الحداد و يستثنون من ذلك اليوم الأول من السنة الهجرية الجديدة كي لا تبدأ السنة بحزن .

فاللونين الأخضر و الأبيض تدل على التفاؤل و ترمز للزرع و المحصول الزراعي و الخير و الرزق .

فلكي لا تندثر مثل هذه العادات الجميلة يلزم الجيل القديم في العصر الحالي أن يقوم بتفعيل مثل هذه العادات الجميلة لأجل إستمرارها في جيل الشباب ، لكي لا ينتج لدينا جيل بلا هوية ، فلكل أمة تراثها الفريد و المميز و أي أمة تتخلى عن تراثها تصبح أمة بلا جذور .

حفظ الله الحجاز و قاطنيه و أدام عِشقهُ في القلوب .

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

شهداء تدافع مشعر منى

من جديد دماء طاهرة سقت أرض مكة ، لم تسقي أرض الحرم بل سقت أرض مشعر مِنى ، أرواح طيبة خيرة زُفت إلى باريها في أول أيام التشريق ، شهداء التدافع تسابقت خطاهم لطريق الجِنان ، يقول الله - سبحانه و تعالى - في سورة آل عمران: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 169 - 170].

فهم أحياء و لكن نحن لا نشعر بهم ؛ ولذلك عندما سُئل ابن مسعود عن هذه الآية من سورة آل عمران:{﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]، قال: أمَّا أنا فقد سألتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((أرواحُهُم في جوف طيرٍ خضر، لها قناديل مُعلَّقة بالعرْش، تَسرَح من الجنَّة حيث شاءَتْ، ثم تأوي إلى تلك القَنادِيل...)) أخرجه الإمام مسلم في باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة برقم (3500).

فهنيئاً لهم الشهادة فالرسول صلى الله عليه و سلم لم يُغسل الشهداء حيث قال في شُهَداء أحد: ((زمّلوهم بكُلُومهم ودِمائهم؛ فإنهم يُبعَثون يومَ القيامة و أوداجهم تَشخَبُ دمًا، اللون لون الدم و الرِّيح رِيح المسك)) النسائي (1975).

ما أعظم أجرهم و ما أحسن ريح دماهم ، دماء برائحة المسك تفوح فتعطر الأرجاء و أرواح تسكن الجنة.
اسمعوا هتافهم و هم محلقون في السماء :

(لاَ تَحْزَنُوا يَا إِخْوَتِي 
إِنِّي شَهِيدُ الْمِحْنَةِ

وَكَرَامَتِي بِشَهَادَتِي 
هِيَ فَرْحَتِي وَمَسَرَّتِي

وَلَئِنْ صُرِعْتُ فَذَا دَمِي 
يَوْمَ الْقِيَامَةِ آيَتِي

الرِّيحُ مِنْهُ عَاطِرٌ 
وَاللَّوْنُ لَوْنُ الوَرْدَةِ

آجَالُنَا مَحْدُودَةٌ 
وَلِقَاؤُنَا فِي الْجَنَّةِ

وَلِقَاؤُنَا بِحَبِيبِنَا 
بِمُحَمَّدٍ وَالصُّحْبَةِ

وَسِلاَحُنَا إِيمَانُنَا 
وَحَيَاتُنَا فِي عِزَّةِ )



فقد قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قُتِل دون مالِه فهو شهيدٌ، ومَن قُتِل دون أهله فهو شهيدٌ، ومَن قُتِل دون دمه فهو شهيدٌ، ومَن قُتِل دون دينه فهو شهيد)) أخرجه أبو داود برقم (4142) والترمذي (1341) و صحَّحه الشيخ الألباني.

كما ورد في صحيح البخاري و صحيح مسلم و سنن الترمذي و زاد المعاد : ( حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ' مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا ، وَمَا فِيهَا إِلَّا الشَّهِيدَ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى)


هم طلبوا الشهادة و نالوها بفضل من الله فقد ورد في السنة ما يدل على أن من عزم على الجهاد عزمآ صادقآ ، وطلب الشهادة ، أعطي كرامتها : 
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا أُعْطِيَهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ ) رواه مسلم (1908)،

وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) رواه مسلم (1909)


وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( َمَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْقَتْلَ مِنْ نَفْسِهِ صَادِقًا ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فَإِنَّ لَهُ أَجْرَ شَهِيدٍ )

رواه أبو داود (2541) والترمذي (1653) وقال حسن صحيح . وصححه ابن دقيق العيد في ' الاقتراح ' (ص/123) والألباني في ' صحيح أبي داود '.


فما عساي أن أقول غير قول الدكتور الشاعر / جمال مرسي :


( يا شهيـداً أنـت حـيٌّ

ما مضى دهرٌ و كانـا
ذِكْرُكَ الفـوّاحُ يبقـى 

ما حيينـا فـي دِمانـا

انـت بـدرٌ سـاطـعٌ ما غابَ

قد بذلتَ النفسَ ، تشري 

بالـذي بِعـتَ الجنانـا

هانَتِ الدُّنيا ، و كانـتْ 

دُرَّةٍ ، كانـت جُمـانـا

فارتضيتَ اليومَ عدنـاً 

خالـداً فيهـا مُصانـا ) 
طوبى لهم و ربح بيعهم ، تَركلوا الدنيا الفانية لكسب جنان الله الخالدة ، أهالي الشهداء لا تحزنوا و لا تجزعوا لأن من فقدتم قد منّ الله عليهم بحسن الخاتمة إدعوا لهم و تصدقوا عنهم و تذكروهم بالخير دوماً و تذكروا قول الدكتور الشاعر / جمال موسى:

( في جِنانِ الخلدِ يلقـى 

ربَّهُ ، فالوقـتُ حانـا

دثِّريـهِ يـا روابــي 

توِّجـيـهِ الأُقحـوانـا

و اْذكري دوماً شهيـدا 

قـد أبـى إلا الجِنانـا

ربمـا نلـقـاهُ فيـهـا 

فـنـراهُ ، وَ يَـرَانـا ) 
عسى الله أن يجمعنا بهم في ( ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ) .