دعونا نُكمل حكايات الحجاز ذات العبق الفريد ، حكايات لربما كانت من زمن الأجداد و لكنها مازالت راسخة في الأذهان ، بالإضافة لكونها ذات مكانة لا متغيرة في القلوب .
فبعد أن تحادثنا عن عادات أهل الحجاز في موسم الحج دعونا اليوم نحكي حكاية أهل الحجاج مع العام الهجري الجديد.
بمناسبة قدوم العام الهجري الجديد تقوم نساء الحجاز بتحضير الـ ' قهوة الحلوة ' أو ' قهوة اللوز ' و تسمى أيضاً ' قهوة ملوزة ' و هذه القهوة موروث شعبي قديم تم توارثهُ من الأزل و تشرب عادة في المناسبات السعيدة و في أول يوم من السنة الهجرية الجديدة ، أو في أخر ليلة من العام الهجري السابق ، و تتكون من : ( حليب ، دقيق أرز ، سكر ، هيل و لوز بجلي ) و هي من المشروبات الساخنة الحجازية و هي معروفة في منطقة الحجاز عامة و لكن نساء مكة تميزن في إعدادها .
فالأسر تحاول أن تقوم بكل ما هو جميل في اليوم الأول من السنة الهجرية الجديدة مثل : عمل ' الفطير المطورق ' في المنزل و توزيعهُ مع التمر على الفقراء و الذهاب إلى وادي فاطمة للنظر للطبيعة الخلابة ، مع الحرص على عدم المبالغة في الصرف المادي ليستمر العام على نفس الوتيرة ، و بعد العصر تبدأ الزيارات الأهلية للتهنئة بالعام الهجري الجديد ، فيقضي أهل الحجاز كامل شهر محرم في تبادل الزيارات و صلة الرحم .
كما اعتادوا في حالة وفاة قريب لهم لزوم البيت و عدم حضور الأفراح بالإضافة إلى عدم خلع ملابس الحداد و يستثنون من ذلك اليوم الأول من السنة الهجرية الجديدة كي لا تبدأ السنة بحزن .
فاللونين الأخضر و الأبيض تدل على التفاؤل و ترمز للزرع و المحصول الزراعي و الخير و الرزق .
فلكي لا تندثر مثل هذه العادات الجميلة يلزم الجيل القديم في العصر الحالي أن يقوم بتفعيل مثل هذه العادات الجميلة لأجل إستمرارها في جيل الشباب ، لكي لا ينتج لدينا جيل بلا هوية ، فلكل أمة تراثها الفريد و المميز و أي أمة تتخلى عن تراثها تصبح أمة بلا جذور .
حفظ الله الحجاز و قاطنيه و أدام عِشقهُ في القلوب .